فجوة كبيرة بين “الشرعية” والامم المتحدة .. و أوروبا تتصدر المشهد
يمنات
معاذ منصر
تشهد جهود الحل المبذولة أممياً ومحلياً حراكاً متسارعاً في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل الكلام عن حالة تصدع تعيشها «الشرعية»، يأتي هذا في وقت تصدرت فيه أوروبا المشهد الشمالي عبر موفدين من فرنسا والاتحاد الاوربي والسويدي. ما يشي بوجود حراك جدي باتجاه صنعاء.
مصادر سياسية رفيعة في «الشرعية»، أكدت لـ «العربي» أن «الملف السياسي للشرعية يعيش منذ أسابيع تصدع وانهيار غير مسبوق وحالة غير مستقرة، وأن هذا الملف السياسي أصبح غير واضح المعالم، وهناك فجوة كبيرة بين الشرعية اليمنية والامم المتحدة، بدأت تأخذ في التطور يوما يعد اخر، وبدات الامور تتخذ منحى عدائي واستفزازي».
وقالت إن «العلاقة بين المبعوث الأممي مارتن جريفيث وبين دوائر دبلوماسية دولية كثيرة، تشهد توترا كبيرا، وأنه منذ زيارة المبعوث الأممي الأخيرة إلى عدن انقطعت وسائل التواصل مع الشرعية من قبل المبعوث ومن قبل الدول الراعية، وانه هناك انزعاج كبير من تصرفات وممارسات الشرعية ازاء السلام وازاء المقترحات التي تقدم وتتعامل معها الشرعية بشكل غير مسؤول».
عزلة دولية؟
واعتبرت المصادر، أن هذا الواقع «يهدد الشرعية بالخطر، بعد ان كانت العلاقة بينها وبين المجتمع الدولي في غاية المرونة والتوافق والايجابية خلال السنوات الماضية منذ بدء الحرب، حيث تمكنت الدبلوماسية اليمنية، في ما مضى، من حشد الدعم الدولي والحفاظ على الاجماع الدولي حول الملف اليمني بخطى مدروسة، وجهود حشدت العالم ضد جماعة الحوثيين»، مشيرة إلى أن ذلك جاء «في سياسة مرنة بعيدة عن التشنج والاستعجال والاتهام والعداء، وخلقت علاقات إيجابية مع دول العالم ومبعوثي الامم المتحدة الى اليمن طوال السنوات، واستطاعت ان تفرض على الحوثيين عزلة دولية محكمه يبدو ان عراها بدأت تتفكك وتنحل، وتحدث اختراقات كبيرة يظهر ذلك جلياً من خلال متابعة عدد الوفود الدبلوماسية التي تزور صنعاء تباعاً».
وأوضحت أن «شن وزير الخارجية خالد اليماني هجوماً على الامم المتحدة والمنظمات الدولية والمبعوث الأممي، وكذا الانفتاح العالمي على الحوثيين، ساعد جماعة الحوثيين كثيرا في الانفتاح مع المجتمع الدولي».
وكشفت المصادر السياسية الرفيعة، لـ «العربي» عن «توجيه الفرنسيين دعوة للحوثيين لحضور مؤتمر في باريس، وهذا يعد مؤشراً خطيراً على حجم الاختراق الذي انجزه الحوثيين في العلاقات مع القوى الدولية نتيجة انفلات الملف السياسي».
من جهتها مصادر دبلوماسية يمنية، وفي حديثها إلى «العربي»، «حذرت من أزمة بين الدول الراعية والامم المتحدة من جهة والحكومة الشرعية من جهة اخرى، في ظل التوجه السياسي للشرعية المتشنج الذي يقوده اليماني، آخرها اتهام مسئولين بالأمم المتحدة بتهريب سياسيون عبر مطار صنعاء»، مؤكدة أن «هناك مخاوف تبديها الأوساط الدبلوماسية من قرار أممي قد ينسف كل الجهود التي بذلت في ما مضى، لخلق علاقات جيده مع المجتمع الدولي بعد الخطاب المتشدد الذي يقوده اليماني».
«أنصار الله» في مجلس الأمن؟
«منذ شهور مضت من استلام اليماني لحقيبة الخارجية، لوحظ خلالها أن حركة أنصار الله استعادت أنفاسها وسط زيارات سفراء الى صنعاء والدعوات لهم، وهو أمر يعطي الحوثيين مستقبلا فرصة للحركة بمساحة اوسع، وغطاء دولياً بقوى فاعلة في مجلس الامن، في مقابل تآكل الإسناد والدعم للحكومة اليمنية».، ويأتي هذا الكلام طبقا لحديث المصادر، وتقديرات في الاوساط الدبلوماسية.
وتذهب المصادر السياسية إلى القول: «بات جلياً انه لم يتم التعامل مع معطيات المرحلة بموضوعية وعقلانية تمنع وصول الملف السياسي الى الهاوية، بل تم الاتجاه بخطاب عدائي واضح تجاه الامم المتحدة، من خلال استخدام صحف حكومية مصطلحات غير قويمة تأخذ وجهتها من مهندس الدبلوماسية الجديد الذي لا يعرف سوى الهجوم، من دون إدراك للعواقب التي قد تترتب علي سوء العلاقة مع الامم المتحدة».
ولفتت المصادر، إلى أن «صحيفة26 سبتمبر الحكومية الصادرة من مأرب، شنت هجوما قويا بألفاظ غير لائقة ومصطلحات غير معهودة على المبعوث الاممي، وهذه الخطوة تعكس التخبط السياسي من خلال الهجوم الشديد في عنوان بارز، (مبعوث الامم المتحدة هو الأقبح) وكذا انه شخص غير قويم»، معتبرة أن «تقريرا في صحيفة حكومية يعكس السياسة الهشة للشرعية، وإذا كانت تقبل ذلك فهذا يعد أمر خطير، والتهور والعداء سيهدم ما بنته الدبلوماسية اليمنية لسنوات جعلت العلاقات متينة مع الامم المتحدة وكل بلدان العالم».
هادي يتنبه متأخراً
الشواهد تثبت أن السياسة اليمنية تغيرت كثيرا وتراجعت، وقد يكون الهجوم على المبعوث الاممي نوعاً من الخوف الكبير من قرار قادم، لأنها فشلت في تداركه والحفاظ على الوضع القانوني والمستوى الجيد من العلاقات وتحاول ان تعمل شيئا فلجئت الى الهجوم بطريقة غير مدركة للعواقب.
وكشفت المصادر لـ «العربي»، أن «الرئيس هادي حاول تدارك الامر ومكن بن دغر من الملف السياسي من خلال ترأس لجنة للقاء مع المبعوث الأممي والجلوس معه لنقاش عدد من المسائل، وهو ما يؤكد بل يكشف أن هادي يعترف من خلال هذا التكليف انه وقع في الخطأ»، مشيرة إلى أن «هادي التفت للأمر بعد فوات الأوان، على أن تكليف بن دغر في مهمة كهذه، كان بالإمكان ان يقوم بها وزير الخارجية الحالي اليماني، يؤكد ان الملف السياسي تبعثر ويتهاوى، ويسعى هادي لترميم ما يمكن ترميمه عن طريق بن دغر، والسؤال هو هل يستطيع بن دغر اصلاح ما تم افساده في الملف السياسي في ظل استمرار الخطاب المتشنج من قيادة الدبلوماسية اليمنية؟»
وتذهب المصادر في حديثها إلى القول، إن «الامم المتحدة قد تستخدم ضغطاً جديداً عندما ترى فجوة وضعف أداء، فما يلوح بالأفق ان قرارات جديدة قد تحدث وتقضي على حلم الشرعية، اهتزت الشرعية سياسيا وتخبط في المواقف، والأدلة والشواهد تدل على ذلك، واتاحت فرصة للإنقضاض والالتفاف من الامم المتحدة، بعد عجز سياسي واداء الصحف الحكومية الذي يتجه للهجوم، يكشف الخطاب غير العاقل والخوف من القادم، فالملف تغير كليا، فبدلا من حشد الدعم الدولي خلق عداء مع الأمم المتحدة والدول الراعية».
حركة ديبلومسية في صنعاء
زيارة وفد رفيع من فرنسا وبقاء سفيرة الاتحاد الاوربي في صنعاء وزيارة مبعوث خاص سويدي إليها، تطورات عدها سياسيون «رصاصة وجهت الى صدر الدبلوماسية اليمنية وقتلت كل حلم وأمل، وما كان ذلك ليحدث لولا إدراك القوى الدولية وخصوصا الاوروبية، وجود ضعف وخلل في ادارة الملف السياسي في الشرعية، فاستغلوه سعياً وراء تحقيق مصالحهم، في ظل عدم قدرة الدبلوماسية اليمنية عن الاجابة عن تساؤلات القوى الدولية وإزالة مخاوفها، في الوقت الذي يسعى أنصار الله لإرسال التطمينات مرة تلو اخرى للقوى الدولية، بما قد يجعلها يوما ما مقبولة ـكثر من الشرعية».
في الوقت الراهن، ومن خلال المتابعة، يبدو أداء «الشرعية» باهتاً، وقلاعها تتهاوى، والملف السياسي في مهب الريح، وهناك مخاوف من هدم ما تم بناءه سابقا واتخاذ قرارات قد تكون خطرا على الشرعية».
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.